تدوينة

عودة بعد غياب..

أصدقائي..أهلا وسهلا بكم جميعا، عساكم جميعا بصحة وعافية، اشتقتُ للتدوين وإلى عالم التدوين وإلى أصدقاء التدوين وإلى قراءة التدوينات. فبعد غياب 6 أشهر منذ آخر تدوينة كتبتها ها أنا أعود اليوم وكُلّي حماس لأكتب لكم..الكثير من الأحداث، والكثير من التفاصيل، إلا أني ارتأيت أن تكون تدوينة على عجالة فقط لأكسر فترة انقطاعي عن التدوين..

السادس والعشرون من شهر جوان الماضي، تلقيتُ خبراً من مدير المجتمع العربي على كورا الأستاذ محمد اللبان عن منحي لقب أفضل كاتب كورا لشهر جوان 2022، جاء الخبر وأنا وسط كومة من الدروس بصدد التحضير لامتحان أجريته في اليوم الموالي، سعادتي باللقب كانت عارمة، ولكن لم أتمكن من الكتابة عن الحدث بشكل مفصل نظرا لعدم توفر الوقت لذلك، كما أني أتأسف جدا لعدم مشاركتي على الموقع في الفترة الحالية لنفس السبب، لي عودة قريبا جدا بإذن الله.

كما ذكرتُ أعلاه الفترة السابقة كانت مزدحمة جدا بمهام الدراسة، فكان تركيزي كلُّه منصبٌّ على المذاكرة والامتحانات حتى أتمكن من الدخول إلى سنة الامتياز في موعدها دون تأخر، والحمد لله تم ذلك بالفعل، وأنا حاليا في سنتي السابعة في الكلية أو كما تعرف بـ l’internat أو بسنة الامتياز في العديد من الدول، أين تكون عبارة عن تربص فقط لمدة 12 شهرا، في أربع تخصصات، مدة كل تربص 3 أشهر، اثنين إجباريين وهما طب الأطفال وطب النساء والتوليد، واثنين آخرين (جراحي + طبي) يكونان من اختيار الطالب.

كانت بدايتي بالتخصص الجراحي أين اخترتُ التربص في مصلحة جراحة العظام والمفاصل بالمركز الاستشفائي الجامعي بوهران. أتممتُ اليوم أسبوعي الثاني في المصلحة، كان الأسبوع الأول شاقا فعلا، شخصيا لم أتعود على طبيعة العمل بسهولة، خاصة وأن المصلحة بها عدد كبير من المرضى، إلا أن الفريق الطبي دعمنا منذ أول خطوة خطوناها داخل الجناح، فمع نهاية الأسبوع الثاني أجد نفسي قد تأقلمت نوعا ما مع الفريق ومع طبيعة العمل المكثفة.

السادس من أوت الفارط كانت أول مناوبة لي في قسم الاستعجالات في وحدة جراحة العظام والمفاصل، شعور غريب انتابني عندما وقفت أمام مريض لأول مرة في حياتي وبداية سؤاله عن تفاصيل الحادث وأخذ المعلومات الشخصية، ومن ثم الفحص وإجراء التصوير الإشعاعي، إلى آخر مرحلة وهي وصف الدواء، أحسست بخليط من الحماس والرهبة والمسؤولية، لم أستوعب ما حدث لحظتها، والحمد لله أني كنت تحت إشراف طبيبة مقيمة متمكنة جدا تبارك الله. في ذات اليوم دخلتُ إلى غرفة العمليات كمساعدة جرَّاح، وقمتُ بتنظيف جرح عميق لمريض آخر وخياطته بعدما كانت معاناتي القصوى هي الوقوف أمام مصاب ورؤيته يتألم من شدة النزيف، كما قمتُ بتركيب جبس لمريض يعاني من كسر على مستوى الساق بمساعدة زميلتي في المناوبة. بعد يوم طويل، ذهبت إلى غرفة المناوبة، كانت الساعة تُشير حينها إلى الثالثة فجراً، ارتميتُ بكُلّي على السرير وأنا أسترجع ما مرَّ عليّ طوال اليوم.. لم أتخيل أبداً أني سأتمكنُ من إجراء مناوبة 24 ساعة، إلا أني اكتشفتُ بأن توافد المرضى باستمرار يجعلُك تنسى حتى السؤال عن الساعة، ولأن جميعها حالات مستعجلة لابد أن تحاول جاهدا عدم التأخر في تقديم العلاج.

أردتُ للتدوينة أن تكون كسرا لانقطاعي المستمر عن الكتابة أملا بعودتي قريباً جدا، لأني لا أستطيع العيش من دون كتابة ولا من دون قراءة ما تجود به أنامل الأصدقاء هنا.

في أمان الله ^^

14 رأي حول “عودة بعد غياب..

  1. لقد تعجَّبتُ لِطول غيابك هنا، كنتُ أتسائل لمَ للآن لم يصلني إشعار من البريد على تدوينة لكِ؛ لأكتشف -أسفاً- أنني لم أشغل جرس التنبيهات!
    عوداً حميداً على الرغم من اختفاؤكِ مُجدداً..
    أتفهم مدى انشغالك وارهاقكِ حيثُ شاهدتُ التعب الذي قاسته شقيقاتي ومرَّ به شقيقي بالفترة الماضية.. ومع هذا سأكون أنانية بالطلب؛ إني أرجوكِ بالعودة عمَّا قريب؛ فقد اشتقنا لوجودكِ هنا وعلى كورا💕
    كل التوفيق والحب والدعم لكِ💜💕

    Liked by 1 person

    1. أهلا بالجميلة ريمة 🥰 اشتقتُ لكِ ولقراءة تعليقاتِك والله، آملُ أن تكوني أنتِ وعائلتك بأفضل حال😊
      حقيقة أنا نفسي اشتقتُ للكتابة والتدوين 🥺 ولقراءة تدويناتك وتدوينات الأصدقاء، أريد العودة في القريب العاجل 💔
      كوني بخير عزيزتي ❤️

      Liked by 1 person

  2. عود حميد، ومبروك على سنة الامتياز. كان حلم من أحلامي أن أصير طبيباً. لكن القدر كان له رأي آخر.

    نريد تدوينات متنوعة مثل هذه تحكي فيها عن طبيعة عملك ومقابلاتك مع المرضى. 🙏

    Liked by 1 person

أضف تعليق