النشرات الأسبوعية

النشرة الأسبوعية #7 النيوفوبيا..رهاب التجارب الجديدة !

أهلا بكم أصدقائي، عساكم بخير جميعاً..

تحديثات مع حلول السنة الجديدة بإذن الله :

آخر نشرة أسبوعية نشرتها كانت العدد السادس بتاريخ 31 أوت من هذه السنة، مضت مدة طويلة أليس كذلك؟! ربما لم تعد تسميتها بالأسبوعية صالحة الآن نظرا للعديد من الإنشغالات الأخرى من بينها بداية الدراسة والدخول الجامعي 2020-2021، لذلك قررت أن أجعلها شهرية ستكون ثرية ومفيدة أكثر، إذ سيكون التوزيع كالآتي :

  • تدوينة كل شهر لمراجعة كتاب معين
  • تدوينة أو أكثر ربما في الشهر حسب الوقت المتوفر
  • نشرة شهرية مع نهاية كل شهر، سيكون فيها تغيير طفيف في المحتوى.

أحاول التوفيق بين النشاطات الأخرى والتدوين، لذلك سيكون هذا التوزيع مفيدا لي ربما، على فكرة وضعت قائمة امتناني كصفحة إضافية في المدونة، ستحدث باستمرار، الآن لنبدأ نشرة هذا العدد..


الخوف من التجارب الجديدة أو الـ Neophobia:

أحيانا كثيرة أشعر بشيء من الخوف أو الرهبة عند تجربة شيء جديد أو الدخول إلى مكان جديد، أو حتى اللقاء بأشخاص جدد، ولكن غالبا ما يزول ذلك الشعور بعد دقائق فقط من الإنغماس في الأمر لأن دافع الفضول بداخلي وحبي للتجربة يقومان بتنحية هذا الشعور جانبا فأجدني أقبل على الأمر بكل عفوية، هذا الإحساس الطبيعي بالخوف يوجد بداخل كل واحد فينا، في حين أنه يظهر بصورة زائدة عن اللزوم عند بعض الأشخاص وهو مايسمى بـالنيوفوبيا هي ببساطة نوع من الخوف المرضي الغير عقلاني من الأشياء الجديدة مهما كان نوعها -أشخاص جدد، أكل جديد، أماكن جديدة، تجارب جديدة- لهذا الخوف درجات ومستويات قد تبدأ بمستوى خفيف الحدة نسبيا كحالة الجلوس في منطقة الراحة وصولا إلى مراحل متقدمة جدا وأكثر حدة تعرف بالرهاب.

ولكن هل كل خوف يصيبنا من الأشياء أو التجارب الجديدة يمكن اعتباره مرضياً ؟ طبعا لا، فعادة ما يكون الخوف من الأشياء الجديدة طبيعياً لدى معظمنا حيث يحتلنا هذا الشعور لاإراديا عند محاولة التعرف على أشخاص جدد، أو زيارة أماكن جديدة أو القيام بتجربة جديدة ولكن هنالك حالات يتعاظم فيها هذا الشعور ويكون مصحوبا بأعراض أخرى فيتحول إلى فوبيا أو رهاب مرضي يتطلب منا علاجا نفسيا متخصصا.

من بين الأسباب المسؤولة بشكل مباشر في تشكل رهاب التجارب الجديدة هي :

  • طبيعة تكوين شخصية الفرد، فقد تلعب العوامل الأسرية والاجتماعية وسياق التربية دوراً في تطور حالات الرهاب لدى بعض الأشخاص كما أن أولئك الأكثر ميلاً للانطوائية قد لا يرغبون بتجربة أشياء جديدة دائماً، ويرون بأن المكوث في منطقة الراحة حيث كل شيء هادئ وواضح ولا يحتاج للمجازفة أسهل بلا شك من خوض التجارب المختلفة والجديدة،
  • الخوف من المجهول، مواجهتنا لتجربة جديدة نجهل نتائجها يجعلنا أقل رغبة في خوضها غالباً، فنحن نفضل التجارب ذات النتيجة المعروفة مسبقاً على تلك المجهولة تماما، ولكن الصراع الداخلي بين فضول الإكتشاف والخوف من المجهول يضل قائما إلى أن يحدد الشخص بنفسه من سيفوز.
  • الخوف من الفشل، الخوف من الفشل في التجربة الجديدة قد ينتج عن عدم إدراك مهاراتنا وخبراتنا بشكل صحيح قد يمنحنا الثقة، أو عن سياق تربوي خاطئ يعزز التردد والخوف من الفشل بداخلنا، أو عن تجارب سابقة لم يكتب لها النجاح.

كما ذكرت أعلاه قد تختلف درجة هذا الخوف من شخص لآخر، لذلك قد تختلف ضرورة اللجوء إلى مختص نفسي لعلاج الوضع من حالة لأخرى، هذه بعض النصائح التي قد تساعد من لديهم هذا النوع من الرهاب ولكن في الحدود الطبيعية إلا أنه دائما ما يسبب لهم بعض المشاكل الاجتماعية أو يمنعهم عن اكتساب المزيد من الخبرات ويجعلهم نادمين على تفويت الفرص:

  • مواجهة المخاوف، خطوة مهمة لأنه من شأنها أن تقلل من آثار الذكريات السلبية المرتبطة بتجربة معينة.
  • كخطوة ثانية لا بد من تحليل طبيعة هذا الخوف وفهمه بشكل عميق، نسأل أنفسنا هل نخاف من التجربة الجديدة لأننا لا نرغب بكسر الروتين؟ أم أننا مررنا بتجربة فاشلة غيرت نظرتنا للأمور؟ أم ترانا فقط نخشى من ارتكاب الأخطاء أو التنمر؟…إلخ.
  • البدء بتجارب بسيطة، يجب أن يكون التدرب على خوض مغامرات جديدة بالتدريج، كل ما علينا هو وضع خطة لمجموعة من التجارب الجديدة البسيطة التي ستساعدنا على كسر حاجز الخوف. 
  • التعرف إلى أشخاص مغامرين، فبالإضافة إلى السمات الراسخة في الشخصية فإن الأصدقاء لهم تأثير كبير على تشجيعنا نحو التجارب الجديدة أو تعزيز خوفنا منها، لذلك من الأفضل أنه إذا كنت تعتقد أنَّك لا تستطيع تجاوز مخاوفك ذاتياً فمن الجيد أن تطلب المساعدة من الأصدقاء أو الأهل أو من الاختصاصيين.

يبقى التجريب وخوض مغامرات جديدة شيئا لابد منه لأنه من دون التجربة لن نتمكن من معرفة الأمور والأشياء التي تسعدنا وتلك التي تزعجنا، فمن خلال الجرأة على التجارب الجديدة يمكننا توسيع قائمة تفضيلاتنا باستمرار وتعزيز معرفتنا بذواتنا أكثر. كما أن التجربة الجديدة مهما كانت نتائجها ستمنحنا المزيد من الخبرة والمعرفة والثقة.


تطبيق Lecturio

هذا التطبيق مفيد جدا لطلاب الطب خاصة، شخصيا أدمنت استخدامه في الفترة الأخيرة والتي تزامنت مع بداية تعلمي للمصطلحات الطبية باللغة الإنجليزية، يحتوي هذا التطبيق على:

  • مكتبة شاملة للفديوهات التعليمية والتي هي عبارة عن محاضرات قصيرة وموجزة وسهلة المتابعة يقدمها خبراء وأساتذة في كل الوحدات، كما يمكن للمتلقي الاستفادة من أسئلة الاختبار المتكاملة ونماذج التشريح ثلاثي الأبعاد والتسميات التوضيحية متعددة اللغات والشرائح القابلة للتنزيل.
  • بنك من الأسئلة، من خلال هذه الميزة يمكن للطالب اختبار نفسه من خلال الأسئلة المقترحة لكل درس، كما يمكنه اختيار مؤقت للأسئلة وتجربة امتحان فعلي.
  • إمكانية المذاكرة من خلال التطبيق عن طريق خاصية التكرار المتباعد، يمكن من خلالها تحسين قدرة الطالب على تذكر المفاهيم الأساسية بمساعدة خوارزمية متكيّفة تخبره بالضبط بما يحتاج إلى تكراره ومتى.
  • كما لا ننسى أن التطبيق يرسل لك كل يوم حالة مرضية وعليك حلها، ومقارنة إجابتك بالإجابة الصحيحة.

التطبيق مجاني، كما توجد النسخة المدفوعة منه بها خصائص إضافية أخرى، ولكن الخصائص الموجودة بالنسخة المجانية كافية للإستفادة أكثر مما تدرسه. لذلك أنصح كل طالب طب بالإطلاع على التطبيق والإستفادة. يمكن تحميله من خلال متجر جوجل من خلال هذا الرابط Lecturio Medical Education.


قناة اليوتيوب المقترحة لهذا العدد

Kurzgesagt قناة يوتيوب من تقديم الألماني Philipp Dettmer، محتواها متنوع من العلوم والتكنولوجيا إلى الفلسفة وعلم النفس يقدمها على شكل رسوم متحركة باستخدام أسلوب بسيط جدا في طرح المعلومة..ما يعجبني في القناة هو فيدوهاتها القصيرة التي لا يتجاوز أغلبها العشر دقائق، يمكنني مشاهدتها يوميا دون ملل لبساطتها 😅


بودكاست هذا العدد

  • نمكن المجتمع بتمكين المرأة، من بودكاست مستدفر
  • اللطف كقيمة أخلاقية، من بودكاست صوت معنى
  • التجربة مع يونس بن عمارة، من بودكاست التجربة مع فرزت
  • في مكان ما داخل رأسه، من بودكاست عقل غير هادئ
  • رفيدة كيف تحول الشغف بالكتاب إلى بزنس..تجربة مؤسسة كتب، من بودكاست كاس تاي

تدوينات أنصح بالإطلاع عليها


إقتباس أعجبني

أتمنى أن تكون نشرة هذا العدد قد أفادتكم، أريد رأيكم حول محتوى الأعداد السابقة، هل هو مناسب أم يحتاج لإضافات جديدة، شاركوني اقتراحاتكم 😊

إلى تدوينة أخرى بإذن الله، حافظوا على صحتكم وصحة ذويكم، دمتم بخير وعافية.

صورة التدوينة من تصويري لشجرة الرمان في حديقة المنزل -صباح يوم 13-12-2020-

الإعلان

13 رأي حول “النشرة الأسبوعية #7 النيوفوبيا..رهاب التجارب الجديدة !

  1. لمسني الإقتباس كثيرًا يا خديجة، شكرًا حقًا لإدراجه (و بالطبع لإدراج تدوينتي البسيطة🙏)، اعتنِ بطقسك… نعم هذا هو موضوع النشرة؛ في الواقع لدي بعض الخوف المبالغ به من التجارب الجديدة، و لكني في طريقي _على ما أظن_ للتخلص منه، استخدمتُ النصيحة الأولى “مواجهة المخاوف” و أظن أن الاندفاع الذي لدي سيسهل المهمة، و كما ذكرتِ بالضبط للبيئة و المجتمع يد طولى في كثير من حالات النيوفوبيا، شخصيًا لدي تجربة و حولي تجارب عدة، الله المستعان، إنما نسعى للتغيير من هذا التخوُف المرضي🤷

    بالتوفيق لك خديجة، أوَتعلمين؟ أنا بالفعل أتعامل مع نشراتك كما شيء ثمين، مثلًا هذه النشرة أنا بالفعل استفدتُ منها جدًا و أعيد بعض فقراتها منذ الأمس، يسعدنا بالفعل نحنُ معشر المدونين أن يكون لدينا مراجع طبية موثوقة مثلك و مثل الأخت شروق، شكرًا لكما لما تقدمانه، و جزاكما كل خير فيه، تحية طيبة و ودِي💙

    Liked by 1 person

    1. نعم شخصيا أحاول التقليل من هذا الخوف (أقصد المبالغ فيه) لأن الخوف الطبيعي مفيد جدا في مثير من الأحيان.
      تعليقاتك ترد في الروح أسماء😅 أنا ممتنة جدا لمتابعتك ودعمك دائما، حتى تدويناتك تجعلني أقرأها وأعيد قراءتها حتى أستطعم محتواها أكثر (أتذوق يعني هههه لا أدري ما محلها من اللغة العربية 😅)
      ربي يديمك عزيزتي ❤️

      Liked by 1 person

  2. لا اقتراحات معيّنة بخصوص النشرات فجميع نشراتك مفيدة، لذا متشوق للتغيير الذي يطرأ عليها. حاولي تجهيز المحتوى قبل نشره، مثلا: تبقى لهذا الشهر كم يوم جهزي محتوى الشهر القادم من الآن لا يشترط أن يكون كامل فالتنقيح يأتي قبل موعد النشر بقليل، وهكذا.. كل آخر عشرة أيام من شهر ما تخصص لتجهيز مُحتوى الشهر القادم.

    بالتوفيق خديجة.

    Liked by 1 person

  3. عودتلك للتدوين هي هدية لنا ..
    أهنئك خديجة على كل ما تقديمنه، والنشرة تبهرني دائما ونشاطك يحفزني ..
    استفدت كثيرا من كل رابط وكل كلمة في هذه النشرة، أشكرك عزيزتي..
    دام قلمك ..

    Liked by 1 person

  4. هذا الخوف الذي تكلمتي عنه حدث لي قُبيل سفري بداية اﻹسبوع الماضي حتى أحسست بالإعياء، لكنه زال مجرد ما شرعت في السفر، وسوف أتكلم عن هذه الرحلة وبداية بهذا الخوف الذي اعتراني في التدوينة القادمة بإذن الله

    Liked by 1 person

  5. النشرة في تطور رائع، تنضج العدد بعد الآخر، أعود للأعداد السابقة كي أسرق شيئًا أو اثنين لأستفيد، أتمنى لكِ وقتًا منظمًا أكثر، وكالعادة تدويناتي تحضر فيها ويشرفني ذلك، إلى الأمام.

    Liked by 1 person

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s