النشرات الأسبوعية

النشرة الأسبوعية #6 لا تكن جاهلا بجهلك !

أهلا بالجميع، عساكم بخير..

تأثير دانينج-كروجر

سنة 1995 حدثت قصة سرقة طريفة جدا في مدينة بيتسبرغ بكاليفورنيا حيث قام ماك أرثر ويلر بعملية سطو على بنك في وضح النهار و دون أن يرتدي قناعا يغطي وجهه، بعد مرور ساعتين على العملية تم القبض عليه من قبل عناصر الشرطة وهو يردد أثناء اعتقاله “لكنني استخدمت عصير الليمون”، و أثناء التحقيق معه سأله المحقق ماذا كنت تقصد بقولك “استخدمت عصير الليمون” قال بأنه قام بوضع عصير الليمون على وجهه معتقدًا أن ذلك سيخفي وجهه عن كاميرات المراقبة لأن ما قرأه من معلومات تقول بأن عصير الليمون استخدم قديما في عمل الحبر السري..ولكن تجربته تلك باءت بالفشل و بالرغم من ذلك بقي مذهولا كيف أنها لم تنجح معه. ألا ترون أنه كان غبيا جدا عندما قرر تطبيق الفكرة على وجهه، والسؤال هنا من أين أتى بكل تلك الثقة بأن تجربته ستنجح لا محالة مما جعله يقدم عليها دون أن يجربها حتى.

كانت هذه الحادثة نقطة انطلاق للبحث الذي قام به البروفسورين ديفيد دانينج و جاستين كروجر لتفسير الربط بين الثقة بالنفس و المستوى المعرفي، و الذي أسمياه علميا بتأثير دانينج-كروجر The Dunning-Kruger Effect، تحدث هذه الظاهرة عندما يعتقد الشخص الجاهل أو قليل الخبرة والمهارة أو قليل المعرفة بمجال أو موضوع معين، أن مستواه أعلى بكثير من مستواه الحقيقي، بمعنى آخر الظاهرة تعني ميل الشخص غير المؤهل أو غير الكفء للمبالغة في تقدير مهاراته أو مستواه المعرفي في مجال أو موضوع معين ووقوعه في وهم الأفضلية والتفوق في هذا الموضوع. و يشير تأثير دانِينج- كروجر إلى وجود علاقة عكسية ما بين مقدار المعرفة التي نمتلكها ومقدار المعرفة التي نعتقد أننا نمتلكها، فكلما ازدادت ثقتك بأنك مُلِّمٌ في مجال ما، كلما قلَّت معرفتك الحقيقة في هذا المجال. وفي المقابل، كلما انخفضت ثقتك بإِلمامك في مجال ما، كلما امتلكت- في واقع الأمر- معلومات أكثر حوله. قام الباحثان بعمل منحنى بياني يفسر الظاهرة والذي نشره مقال في موقع medium يمكنكم الإطلاع عليه للإستزادة أكثر من خلال هذا الرابط The Dunning-Kruger Effect للأمانة تعريف الظاهرة مقتبس من المقال نفسه.

https://medium.com/@brunoboksic/the-sea-of-ignorance-and-the-dunning-kruger-effect-37ee6f4d861b

تعليقي على الظاهرة: كثيرا ما كنت ألاحظ بأن الأشخاص الأذكياء أو الأكثر خبرة ومعرفة بأمرٍ ما يعتقدون أن مستواهم أقلّ من مستواهم الحقيقي، ويعتقدون أن الأشياء التي يعرفونها أو يفعلونها بسهولة هي بالضرورة سهلة أيضًا بالنسبة لمعظم الناس، فيميلون أكثر إلى التواضع والتردد أو الشك باستمرار لأنهم وصلوا لمرحلة من العلم والخبرة جعلتهم يعرفون جيدًا أن هناك من هو أعلم منهم دائمًا وأنه ما زال أمامهم الكثير ليتعلموه، على العكس من ذلك هنالك من هو على قدر ضئيل من المعرفة بأمرٍ أو مجال ما قد يخدع أيّ شخص ويصوّر له أنه أصبح خبيرًا في هذا الأمر، بعكس من لا يعرف شيئًا عن الأمر أو غير مهتم به من الأساس، لذلك أرى بأن قلة المعرفة أخطر بكثير من عدم المعرفة على الإطلاق، لأن عدم المعرفة من الأساس تجعل الشخص إما يبحث عن المعلومة إن كان مهتما أو يتركها لأهلها ولكن امتلاك جزء بسيط من معلومات حول مجال معين مع الإقتناع بأن ذلك كاف ليصبح عالما فيه فهنا الكارثة العظمى. لذلك وجد العلماء بعد الدراسة والبحث في تعريف العقل الجاهل، أنه ليس عبارة عن وعاء فارغ خالٍ من المعلومات، بل إنه يحتوي على بعض المعلومات ولكنّها في الغالب تكون معلومات خاطئة مضللة أو معلومات بدائية منقوصة متحدة مع ذكريات أو معتقدات مسبقة أو نظريات وخبرات حياتية متغذٍّ بها هذا العقل، فينتج عن ذلك الربط داخل العقل قصة قوية متماسكة أو نظرية راسخة قد تهيّئ لصاحب هذا العقل أنه واقفٌ على أرضٍ صلبة ومتمكن من الأمر جدًا للأسف الشديد..وهذا ما نخشى جميعا الوقوع فيه.


المدقق الآلي من شركة صخر:

https://tadqeek.alsharekh.org

المدقق الآلي أداة رائعة وضعتها شركة صخر بين يدي الكُتاب من أجل الحصول على قطعة نصية خالية من الأخطاء سواء الإملائية والتي غالبا ما يقع فيها المستخدم نتيجة لعدم استطاعته التفريق بين بعض الحالات الإملائية المتشابهة فيخلط بينها أثناء الكتابة، أو النحوية، كذلك يتعامل المصحح مع علامات التشكيل العربية بكفاءة عالية ويعطي اقتراحات بديلة للكلمة التي يرى أنها مُشَكَّلة بطريقة خاطئة مع مراعاة سياق الجملة و التعرف على أسماء الأعلام الجديدة منها والحديثة. كما أنه باستطاعة المستخدم تخصيص قاموسه الشخصي لتجنب تغيير الكلمات باستخدام خاصية “تجاهل الكل”، قد تكون هذه الكلمات مصطلحات تقنية أو أسماء أعلام غير معروفة لم يتعرف عليها المصحح.

يمكنك ببساطة استخدام المدقق من خلال صفحة الويب المدقق الآلي، حيث تقوم من خلاله بكتابة النص المراد تدقيقه ثم الضغط على “دقق” فيقوم بتدقيق النص فورا في مربع آخر مخصص لعرض النص المدقق، أو من خلال إضافته على متصفح جوجل كروم أو فايرفوكس، وهذه الإضافة تقوم بتدقيق أي نص تقوم بتحديده خلال تصفحك لأي مقالة أو نص.

نقطة إيجابية تحسب لصالح مطوري التقنية العرب، علينا كمستخدمين دعم هذه التقنيات و تشجيع استخدامها لدى الآخرين..بالتوفيق لكم فريق شركة صخر.


قناة اليوتيوب المقترحة لهذا الأسبوع :

قناة دروس أونلاين، لصاحبها أحمد أبوزيد، القناة تهتم بتعليم دروس التصميم الجرافيكي، اللغة الإنجليزية، المهارات و أي شيء متعلق بالتعلم ببساطة، أنصحكم بمتابعته و الإستفادة من ما يقدمه من محتوى.


بودكاست الأسبوع :

  • هل كل العنف الإفتراضي خطر؟ —– بودكاست مستدفر.
  • معرفة القرار الصحيح و القدرة على اتخاذه.—– بودكاستيك
  • هندسة الجماهير —— بودكاست مهارات.
  • لا تقس إنسانية البشر في مواضع راحتهم —- بودكاست عقل غير ههادئ.
  • حوار مع محمد عبدربه مؤسس صعيدي جيكس—– بودكاست يونس توك.
  • Do schools kill creativity/ Sir Ken Robinson.—– TED Talks Daily
  • عدنان و لينا—– بودكاست أبجورة.

تدوينات عليك الإطلاع عليها :


إقتباس أعجبني :

لا تكرر نفس السنة 75 مرة وتعتبرها حياة! -روبن شارما-

أتمنى أن تكون النشرة لهذا الأسبوع قد أفادتكم، إلى عدد لاحق بإذن الله. حافظوا على صحتكم وصحة ذويكم، دمتم بخير وعافية.

في أمان الله.

صورة التدوينة محفوظة.

5 رأي حول “النشرة الأسبوعية #6 لا تكن جاهلا بجهلك !

اترك رداً على يونس بن عمارة إلغاء الرد