أهلا بكم، عسى الجميع بخير.
منذ مدة قرأت عن الكتابة العلاجية، وأهميتها في تفريغ الطاقة الداخلية لدينا، ليس ذلك فحسب بل وكيف أنها تساعدنا على التعرف على مشاعرنا تجاه موقف معين حدث معنا سابقا من خلال الكتابة عنه، إنها تجعلنا نكتشف ما نحب وما نبغض، فاختيار الدفتر و القلم كصديق لنا نحكي له ما يجول في خاطرنا شيء رائع حقا.
صارت صفحات الصباح ترافقني كل يوم فور استيقاظي من النوم، بعد قراءتي لوردي القرآني آخذ دفتري وقلمي، أشغل relaxign piano music صرت مدمنة عليها حتى صار اللحن يدور في رأسي بمجرد أن أضع سماعات الأذن، وأطلق العنان لمخيلتي، أكتب عن كل شيء يجول بخاطري، عن مشاعري سواءا كانت إيجابية أم سلبية، عن طموحاتي، عن طفولتي وعن مستقبلي، عن نجاحي وعن فشلي، أكتب بالعربية الفصحى وأحيانا بالدارجة، وقليلا بخليط بين العربية والإنجليزية، فبمجرد أن أضع القلم على الدفتر تبدأ الكلمات بالتدفق، منذ صغري أحب الكتابة وأمارسها خاصة كتابة المذكرات والقصص القصيرة التي ضاعت كلها للأسف، وددت لو احتفظت ببعض منها لأرى تلك الفتاة التي كانت تكتب وهي بعمر العاشرة وكيف كانت طموحاتها، وأقارنها مع الشخصية الحالية..هل تغير فيها شيء ما؟ تخليت عن الكتابة في فترة الثانوية، ولكني عدت إليها مجددا قبل سنة من الآن، لاحظت بأني أحس من خلالها براحة نفسية كبيرة، فلا يمكن لأي فعل آخر تعويض ذلك الشعور عندما أغلق الدفتر، وأنطلق لأبدأ يومي بنشاط.
سأحدثكم في هذه التدوينة عن الكتابة العلاجية، وكيف تساعدنا على تجاوز لحظات عصيبة لمواقف معينة عشناها شعرنا خلالها بالقلق والإضطراب، مواقف تعرضنا لها سابقا كان لها تأثير على حياتنا الحالية، خاصة إذا كنا نعاني من ضعف الثقة بالنفس و قلة تقدير الذات، أحيانا نكتب عن مشاكل واجهتنا لا نجد لها حلا فيصادفنا ذلك الحل من خلال الكتابة.
مع بداية ممارسة الكتابة ستجد أنك تكتب عن يومك “ماذا حدث” و “كيف كان رد فعلك تجاه موقف معين” و “كيف كان يوم عيد ميلادك” وغيرها من الأمور السطحية ولكن بعد مدة من الممارسة ستجد أن المواضيع التي تكتب عنها ستصبح عميقة جدا، لها أبعاد أخرى أكثر من كونها تفريغ لما يجول بخاطرك، حتى نوع التجارب التي ستكتب عنها ستختلف عن ذي قبل، ستجعلك الممارسة تدخل إلى أعماق ذاتك وتحاول أن تدرس المشاعر التي جعلتك تفكر بتلك الطريقة في ذلك الموقف، وهذا هو الهدف الحقيقي من الكتابة، لأن هنالك أشخاص يخافون من مجرد تذكر ذكريات و أحداث مؤلمة تعرضوا لها فما بالك بكتابتها على الورق، لأنهم لا يريدون لمس ذلك الجرح بداخلهم بعد أن تم تناسيه لفترة معينة، لكن الكتابة تمكننا من فتح الجرح مجددا ولكن هذه المرة بطريقة أكثر وعيا، ستسمح لنا بتنظيفه والتعرف على الموقف الذي أدى بتلك المشاعر إلى احتلال ذواتنا، و قبل أن نقفل عليه نريد معالجة المشكلة من الجذور حتى لا تعود لنا نفس المشاعر مجددا، لأنه لو لاحظت من خلال يومياتك أن أكثر تلك الذكريات المؤلمة تتحكم في قراراتك وحياتك الحالية من دون أدنى وعي منك، ولكن لو عالجتها سيتغير تفكيرك وتتغير قناعتك نحوها تدريجيا، وتجد نفسك تقول الآن أنا مدرك للموقف وصرت مسيطرا على الموضوع وليس الموضوع هو من يسيطر علي.
الكتابة بعمق واتخاذها كطريقة علاجية تتطلب منك وقتا حتى تستطيع أن تخرج كل مشاعرك وتجعلها على الدفتر، فاليوم الأول ستكون الرؤية سطحية ولكن لو عدت لنفس الموقف لاحقا ستلاحظ أنك ستكتب عنه بعمق أكبر، ستدخل أكثر إلى ذاتك، لذلك خذ وقتك ولا تستعجل وحاول أن تتقبل كل المشاعر التي ستحل عليك وقت الكتابة، لأن بعض الأمور ستشعر من خلال الكتابة عنها بكثير من الغضب أو الحزن والإستياء، بالمقابل هنالك أشياء بمجرد الكتابة عنها ستغمرك سعادة كبيرة لذلك كل مانريده منك أن تبقى مراقبا لنوعية هذه المشاعر التي ستنتابك ووأن تتقبلها مهما كانت.
صفحات الصباح تجعل تركيزك يرتفع، و تحسن جودتك في الكتابة، لا تتطلب منك أسلوبا معينا للكتابة ولا مشكلة إن كان خطك غير واضح أو القواعد غير محترمة، وحتى إن كانت العبارات ليست متناسقة، الهدف هو فقط أن تكتب وتخرج ما بداخلك من أفكار.
سأشارككم بعض المواضيع التي أكتب عنها فلا يهم أن تكون تعبيرا عن المشاعر كل يوم:
- أكتب عن مواقف مررت بها،
- عن امتناني لشخص معين أو لموقف ما،
- أكتب قائمة مهامي وأهدافي الأسبوعية والشهرية،
- أكتب عن طموحاتي
- أكتب عن مخاوفي تجاه شيء معين وكيف سأواجهه ،
- عن علاقاتي وكيفية تأثيرها علي بشكل إيجابي أو سلبي،
- أناقش اقتباس أعجبني وأعطي رأيي حوله ،
- ألخص ما قرأته بالأمس..
الأفكار كثيرة جدا فلا يوجد شيء محدد أكتب عنه، فكل ما يهمني هو الإستمرار في الكتابة حتى إذا مر علي يوم وغابت عني كل الأفكار سأكتب بكل بساطة “لا أدري ما سأكتب اليوم فليست لدي أية أفكار”.
حدثتكم عن فكرة الكتابة لأنني لاحظت تأثيرها الإيجابي الملموس على حياتي، صرت أكثر تنظيما في وقتي وأكثر إنتاجية من ذي قبل خاصة وأنها ساعدتني على التخلص من المشاعر السلبية في الفترة الأخيرة و التي انتابتني بسبب الحجر الصحي، جرب الكتابة بشكل يومي وستلاحظ تأثيرها بنفسك، خاصة إذا كانت لديك قرارات مؤجلة أو بعض المشاريع المؤجلة ستجد نفسك تقدم عليها بدل تأجيلها أكثر، الكتابة علاج مجاني لا تفرط فيه.
إذا كنت من ممارسي الكتابة شاركني تجربتك بالتعليق أسفل التدوينة، وإذا لم تكن قد جربتها من قبل صف لي شعورك وأنت تقرأ التدوينة هل حفزتك لتبدأ بممارستها؟
دمتم بخير.
حقوق صورة التدوينة محفوظة
It is perfect time to make some plans for the future and
it is time to be happy. I’ve read this post and if I could I desire
to suggest you few interesting things or suggestions.
Perhaps you could write next articles referring to this article.
I wish to read even more things about it! I am sure this article has touched all the internet visitors, its really really nice piece of writing
on building up new website. Wow, this post is pleasant, my sister is analyzing
these kinds of things, so I am going to tell her.
http://vans.com/
Here is my web blog – Frank
إعجابLiked by 1 person
تدوينة مفيدة وممتعة
بوركت
إعجابLiked by 1 person
احب الكتابه وفعلا اطلق العنان الافكاري بتدفق ولمساعر بالخروج من اعماقي واشعر بعدها بتحسن كبير
إعجابLiked by 1 person
جميل 😊
إعجابإعجاب
الكتابة فعلا علاج، شخصيا لو تكون لي القدرة على تغيير أمر في العالم، لكنت خبرت ان اجعل الكتابة أمرا مهما في حياة الأشخاص، فبها ستتحسن النفسيات وسيتصالح الناس مع ذواتهم، سينقص معدل الجريمة والاختلالات العقلية.
شكرا لك خديجة فقد تطرقت لأمر بالغ الأهمية .. أتمنى ان تستمري في الكتابة دائما ..
دام قلمك ..
إعجابLiked by 1 person
شكرا جزيلا لمشاركتي رأيك عزيزتي شروق يسعدني مرورك دوما..❤️
إعجابLiked by 1 person
غالباً ما تتمحور المواضيع التي أكتبها لنفسي -لا أشاركها مع الغير- في عاطفة واحدة وهي الغضب طبعاً باستثناء الأهداف اليومية والشهرية والسنوية!
غضب تتداخل فيه مصطلحات من قبيل: فاشل، عديم الهوية، إمعة، بائس، لا أمل منه ، نقد لاذع للعلمانية والحركات النسوية المتعصبة… إلخ 🙂
شكراً على التدوينة، بالتوفيق خديجة.
إعجابLiked by 1 person
نعم فليس الغرض من الكتابة النشر والمشاركة مع الآخرين المهم هو تفريغ لما يدور في الذهن من أفكار
على الرحب منير، شكرا لمشاركتي رأيك 🙂
إعجابإعجاب
“صفحات الصباح تجعل تركيزك يرتفع، و تحسن جودتك في الكتابة، لا تتطلب منك أسلوبا معينا للكتابة ، وحتى إن كانت العبارات ليست متناسقة، الهدف هو فقط أن تكتب وتخرج ما بداخلك من أفكار.”
بدأت تنفيذ هذا الأمر منذ مدة قصيرة جدًا و لا أدري ماذا سيكون الأثر لكنني تحمّست أكثر للاستمرار بعد مشاركتنا تجربتك و أثرها
شكراً 🙂
إعجابLiked by 1 person
جميل جدا، أتمنى لكِ تجربة ممتعة وناجحة يا نسرين.
مشكورة جدا لمشاركتي رأيك ❤️❤️
إعجابLiked by 1 person
تدوينة خفيفة ومفيدة، تؤكد لي جملة قلتها سابقًا «الكتابة شفاء لما في العقول والقلوب»
أتمنى أن أحافظ على روتين الكتابة، فقط عن طريق الاستمرارية.
شكرًا خديجة على هذه التجربة المفيدة، في انتظار المزيد.
إعجابLiked by 1 person
نعم إنها جلسة علاجية بالمجان..أتمنى كذلك أن أستمر فيها
على الرحب أخي عصمت، شكرا جزيلا لأنك شاركتني رأيك 🙂
إعجابLiked by 1 person
شكرا جزيلا على التدوينة الرائعة.
بدأت بالكتابة الصباحية منذ الأمس ولاحظت فرقا في شخصيتي التوتر أصبح اقل واصبحت اكثر هدوء وأقل عصبية ، انا اضبط المنبه ١٥ دقيقة وكتبت حوالي صفحة هل طريقتي صحيحة ؟
وشكرا لك.
إعجابLiked by 1 person
على الرحب 🤗
ليس للكتابة قاعدة محددة، اكتبي على الطريقة التي تشعرك بالراحة، المهم هو فعل الكتابة، وأن تكون النتيجة مرضية لك أنت.
أتمنى أن تكون التدوينة قد أفادتك🙏🌸
إعجابإعجاب